مقدمة عامة:
تعتبر القيادة من اكثر الادوات فعالية, و عادة يواجه المديرين العديد من المشكلات التي تكون جزئيا غيرملموسة وتنطوي على الكثير من التعقيدات. وتساعد القيادة الجيدة على حل هذه المهام وتقدم الحاجز الذي يعمل على امتصاص وقع هذه الصعوبات التي تواجه العمل الإداري.
ويجب على كل المديرين أن يكونوا قادة، وليس من الضروري أن يكون كل القادة مديرين، وكانت الدراسات في الماضي تفترض أن القيادة الإدارة هما نفس الشيء، وبالرغم من أن هذا الافتراض غير صحيح، إلا أن هذا الجزء من عمل المدير والذي ينطوي على تنفيذ الأشياء عن طريق الأشخاص الآخرين يكون من السهل تحقيقه إذا كان المدير قائدًا مـاهرًا.
ويمكن توجيه الأسئلة التالية:
مـاهي القيادة وهل هي شخصية أم حظ؟ هل تأتي من الأفكار أم من الإنجازات؟ ويفكر البعض في القيادة كمهارة يمكن إعطاؤها للآخرين وأن الشخص الذي لديه استعداد لتخصيص الوقت والجهد اللازمين لعمل ذلك يمكنه الحصول على هذه المهارة، وتتبع وجهة النظر هذه من الاعتقاد بأن كل شخص له تأثيره على الآخرين، وأن هذا التأثير ينمو مع الممارسة، وبالتالي فإن أي شخص طبيعي يمكنه تنمية إحتمالاته القيادية وأن يصبح قائدًا في مجال معين مثل ميدان الأعمال أو الحكومة أو الجامعة.
ولأغراض الدراسة هنا يمكن القول بأن القيادة هي نشاط التأثير على الناس لكي يعملوا برغبتهم على تحقيق أهداف الجماعة، ويبين القائد الطريق بوجوده في المقدمة لكي يقود وليس في المؤخرة لكي يدفع الجماعة، وتكون السبل المرغوب اتباعها معروفة للتابعين بواسطة تصرف القائد، وعن طريق اقتراحه "اتبعوني" بدلا من دفع التابعين دفعًا إلى النشاط المنشود ويكون القائد ملمًا إلمامًا تامًا بالخصائص الفردية لرجاله الهامين ويعرف تلك الصفات التي تمكنهم من تقديم أحسن جهودهم.
وهو يؤثر عليهم عن طريق التطبيق الماهر لمصالحهم ومهاراتهم الفردية بحيث يمكن الحصول على إحترامهم وعلى أفضل انجازاتهم.
ويتمتع القائد بالقدرة على إيقاظ القوى الرشيدة والإنفعالية لتابعيه، وفي الحقيقة تبدو القيادة أنها إنفعالية أكثر منها عقلية أو رشيدة، ويعرف القائد هذه الحقيقة ولذا يحاول تهذيب الطبيعة الإنفعالية لتابعيه، ويقوم القائد بشرح الأهداف بوضوح وبالطريقة التي تظهر أن تحقيقًا يكون من مصلحة التابعين، كما أن مساعدة التابعين على تحقيق أقصى ما لديهم من إمكانيات تعتبر من أساسيات القيادة الفعالة والقائد هو المنتمي لتابعيه، أي أنه يخدم تابعيه في نفس الوقت الذي يقودهم فيه.
الفصل الأول : الأساليب القيادية والإدارية
تمهيد:
القيادة وهي قدر الإنسان الذي لا يريد أن يقود أو ينقاد لا بد أن ينهج نهج طرزان يعيش بمفره في الغابة وهذا ليس سلوكا إنسانيا وإن كانت الإدارة هي "تنسيق استخدام الموارد مادية وبشرية". فالقيادة وهي ثالث مراحل الإدارة في مفهومها التقليدي، التخطيط والتنظيم والقيادة والحكم، القيادة إذن أكثر تعلقًا بالشر من غيرها من هذه المراحل.
المبحث الأول: القيـــــادة
1. مفهـــوم القيــادة: هناك عدة مفاهيم للقيادة، فهناك من يقول أنها عبارة عن مجموعة صفات تتوفر في شخصية معينة قادرة على التفاعل مع طموحات المجموعة (الأفـراد) لتلبية حاجاتهم وطموحاتهم الشخصية والعامة.
ü ويرى آخرون أنها (المقدرة في التأثير على الآخرين) وبعضهم يعرفها بأنها (فن دفع الرؤوسيين للقيام بأعمالهم بثقة وحماس عال) أو (أنها إنجاز المهمات التي تساعد الجماعة على تحقيق أهدافها المرغوبة وهذه المهمات يمكن أن يصطلح عليها بوظائف المجموعة) أو (هي عملية التأثير في أشخاص آخرين لتحقيق أهداف محددة).
ü ويعرفها الحصري بأنها (تأثير المدير في سلوك التابعين في موقف معين).
ü ويري الدكتور إبراهيم عصمت مطاوع بأنها (عملية تأثير متبادلة لتوجيه النشاط الانساني في سبيل تحقيق هدف مشترك وهو القدرة على توجيه سلوك الجماعة في موقف معين لتحقيقه، أو هي إستمالة أفراد الجماعة للتعاون على تحقيق هدف مشترك يتفقون عليه ويقتنعون بأهميته فيتفاعلون معًا بطرقة تضمن تماسك الجماعة في علاقاتها وسيرها في الاتجاه الذي يؤدي إلى تحقيق الهدف).
ويتضح من هذه التعريفات أن القائد لا يمكن أن يعمل بمعزل عن الآخرين، اذا فإن من الشروط الأساسية لنجاحه في القيادة تفهم قدرات واستعدادات من يعملون بمعيته والتجاوب مع حاجاتهم وآمالهم وطموحاتهم لكي يستطيع أن يؤثر فيهم التأثير الفاعل الذي يجعاهم على قناعة وثقة عاليتن في قيادته لهم. ومن خلال هذه التعاريف يمكن لنا أن نخلص إلى أن " القيادة هي عملية التأثير على الرؤوسيين لتوجه جهودهم من أجل تحقيق الأهداف المطلوبه"[1].
تقول الدكتورة سامية غانم(أن الانسان يعيش في جماعات يتاثر بها و يؤثر فيها , وتتسع مساحة هذه الجماعات من الاسرة الى الحي
الى البلدة الى المجتمع ويتدرج في حياته الاجتماعية بتطور نموه), وقد نشاة الحاجة الى القيادة مع وجود الجماعة فالقيادة توجد حيث توجد الجماعة, والوظيفة الاساسية للقيادة هي العمل مع الجماعة و لصالحها في عملية تربوية اجتماعية تحتاجها كل جماعةتريد ان تحقق تعاملا اجتماعيا ناجحا بين افرادها لتحقيق اهدافها, و القيادة يمكن ان تكون لمجموعة من الافراد كما يمكن ان تكون لفرد واحد في وقت معين و جماعة معينة من الافراد, و الشخص الذي يقوم بالدور القيادي هو اكثر الافراد احساسا بحاجياتها و الاسلوب الامثل لتحقيق اهدافها.
و القائد هو الذي يتفهم بعمق متطلبات الجماعة التي تقوم بها جماعته, و يقوم هو بتوزيع الاختصاصات على افرادها, ويساهم في اعطاء نمادج للقدرة في الانجاز و يعمل على رفع روحهم المعنوية و يدافع عنهم ويعمل من اجل تامين متطلباتهم و يتوقف نجاح التنظيم الاداري في تحقيق اهدفه على قيام الادارة بوظائفها, و ان المقومات الجيدة لعلاقة القائد للجماعة يجب ان تكون كما يلي:
1. الانتماء الى الجماعة.
2. سمو الهدف ووضوحه.
3. قوة الايمان و الحافز المعنوي.
4. القدرة على الالتزام بالعمل و تحمل المسؤولية.
5. الصبر و المقاومة في مواجهة الالتحديات.
6. التعاون والالفة و الاحترام المتبادل بين القائد وافراد الجماعة.
7. الالتزام بمبدا الحرية و القيادة الجماعية و حرية التعبير.
8. القدر على التخطيط و التنظيم و التوجيه السلطة و تسهيل عملية الاتصال .
9. بث روح التعاون و الجهادية.
10. العلاقات الانسانية السليمة لرفع الروح المعنوية لدى الجماعة.

1. انماط القيادة:
يمكن تصنيف القيادة لاغراض المناقشة الى ستة انواع وهي:
#أ- القيادة الشخصية:و تزاول عن طريق الاتصال الشخصي.وهنا يحدث التوجيه و الحفز بالكلام او شخصيا بواسطة القائد و هي من الانواع الشائعة و التي تمتاز بالفاعلية بالاضافة الى بساطتها


[1] د. محمد رفيق الطيب: " مدخل للتسيير أساسيات، وظائف، تقنيات ج2 ديوان المطبوعات الجامعية الساحة المركزية بن عكنون –الجزائر.