لكي يتحقق النجاح في إجراء المقابلة الشخصية لأي متقدم لأية وظيفة، وبمعنى أدق: إنه لكي يتحقق الهدف الأساسي من المقابلة وهو حسن الاختيار والحصول على الشخص المناسب بالفعل لكل منصب ووظيفة، فإنه يجب أن يسبق المقابلة انجاز ومطابقة الأمور الجوهرية الثلاثة، فلا تتم المقابلات إلا بعد إنجازها، وهذه الأمور هي:
1- توفر الوصف الوظيفي الواضح والدقيق والموضوعي المتضمن للمتطلبات الشخصية والعلمية والتدريبية والخبرات الواضحة والموضوعية (المعقولة)، وذلك لكل وظيفة. وبالتالي التأكد من مناسبة المتقدم للوظيفة بحسب الوصف الوظيفي لها.
2- وجود سلم الرواتب المتوازن المغطي لجميع الوظائف، والمطبق على الجميع بلا استثناءات، وبالتالي منح الراتب المتوازن الموضوعي للوظيفة والذي لا يرتبط بعواطف ولا بقوة تفاوض الموظف الجديد ولا بواسطات ولا غيرها.
3- الإعلان عن الوظيفة ونشر متطلباتها الشخصية والعلمية والتدريبية والخبرات المطلوبة لها من واقع الوصف الوظيفي الموضوعي، واستقبال المتقدمين والمترشحين لها. وبعد ذلك تتم مراجعة أوراق المرشحين لهذه الوظيفة أو تلك بناء على مدى توفر المتطلبات الشخصية والعلمية والتدريبية والخبرات المحددة في الوصف الوظفي، مع استبعاد من لا تتوفر فيه هذه المتطلبات. وهنا تأتي مرحلة التحضير للمقابلة الناجحة التي تتم مع الأشخاص الذين هم جميعهم في الأصل مناسبون مبدئياً للوظيفة المحددة فتأتي المقابلة لعمل الترشيح والترجيح النهائي. ولكي تكون المقابلة لعمل ترشيح وترجيح نهائي موضوعي فإنها يجب أن تتم وفق الآتي:
1- بعد الترحيب اللطيف بالمتقدم (المقابل معه) يطلب منه أن يتحدث عن معلوماته الشخصية العلمية وخبراته وما يطمح له في المستقبل، وذلك خلال 4- 6دقائق.
2- يجب أن يعرض الوصف الوظيفي أثناء المقابلة على المقابل معه (للتوظيف أو للترقية) ويطلب منه قراءته لعدة دقائق، ثم يسأل عما احتواه من المتطلبات والصفات والمهارات الشخصية، وكذلك عن المهام والمسؤوليات المطلوبة ممن سيشغلها، ثم يسأل عن مدى قدرته على أداء هذه الوظيفة ومدى رغبته بها واستعداده للقيام بمهامها ومسؤولياتها على ضوء هذا الوصف.
3- يجب أن يتكون فريق المقابلة لجميع الوظائف القيادية من المدير الأول للمنظمة، ومدير الموارد البشرية، ومدير الإدارة المعنية (وهو الذي سيكون الرئيس المباشر للمدير أو الموظف المرشح)، والأمر يستحق أكثر من ذلك، وليس هذا مضيعة لوقت المدير الأول بل هذا من أوجب واجباته، وأولى أولوياته، وهو إذا استطاع اختيار ثم وضع وتعيين الكفاءات الأمينة في المواقع المختلفة عموما ومهامها عظيمة وكثيرة جداً، وحقق منافع ونجاحات استراتيجية مستمرة أعظم نفعاً وأبقى أثراً على المنظمة وأجزائها المختلفة من أي شيء آخر. أما بالنسبة لبقية الوظائف فيجب أن يتكون أعضاء المقابلة من الرئيس المباشر (مدير الإدارة)، ومدير شؤون الموظفين (في حالة الترقيات) أو مدير التوظيف (في حالة التعيين الجديد)، إلا أنه يحسن أن يظل الاعتماد النهائي عند المدير الأول. يقول بيري سميث: (إن إحدى المسؤوليات المهمة الملقاة على عاتق مدير أو قائد منظمة كبيرة هو اختيار مرؤوسيه المباشرين وغيرهم من الأشخاص الرئيسيين في المنظمة). وفي موضع آخر يقول: (بما أن عملية التوظيف تتسم بالأهمية، لذلك فليس من المستحسن تفويض القيام بها للآخرين إلا في حالات معينة؛ أما عملية الاختيار النهائية فيجب أن تظل من اختصاص القائد. كما أن المرؤوسين القياديين يجب أن يعطوا الفرصة لاختيار وتعيين مرؤوسهم). ويؤكد أهمية ما سبق بيتر دركر بقوله: (إن المجهود المستمر والمنتظم من أجل وضع العامل المناسب في الوظيفة المناسبة هو من أهم المهارات الخاصة بإدارة العمل والعاملين. وأن تحديد الوظيفة المناسبة لا بد وأن يشغل مكانة كبيرة في تفكيرنا في كل الأعمال)