نظرية النظم Systems Theory

لهذة النظرية أثر ملموس على علم الإدارة و فهم المؤسسات ، ودعونا فى البداية نوضح " ما هو النظام ؟" النظام هو مجموعة من الأجزاء المجمعة من أجل إنجاز الهدف العام ، فإن تم إزالة جزء تتغير طبيعة النظام ، فمثلاً كومة الرمال لا تعتبر نظام لأنك لو أزلت منها حبة رمل ستظل كومة من الرمال ولن يتغير من طبيعتها شئ ، ولكن السيارة تُعد نظام لأنك لو أزلت منها الكاربراتير مثلاً لن تعمل السيارة ، ويتم النظر إلى النظام كونه امتلاك مدخلات ، وعمليات ، ومخرجات ، ونتائج ، وتشترك الأنظمة فى تغذيتها العكسية أنها تعتمد على هذة الجوانب الأربعة.
وبالنظر إلى المؤسسة نجد أن المدخلات تتمثل فى المواد الخام ،و المال،و التكنولوجيا ، و الأفراد ، وهذة المدخلات تمر بعمليات مثل التخطيط والتنظيم و التحفيز و المراقبة من أجل تحقيق أهداف المؤسسة بالنهاية ، أما المخرجات فتتمثل فى المنتجات أو الخدمات المقدمة للسوق ، بينما تتمثل النتائج فى إكساب الحياة جودة أفضل أو زيادة إنتاجية يشعر بها العملاء و الزبائن و المؤسسة، وأيضاً فإن التغذية العكسية تتمثل فى المعلومات التى ترد من المورد البشري الذى ينفذ العمليات ، أو من العملاء الذين يستخدمون المنتجات ، أو من البيئة الأكبر المحيطة بالمؤسسة مثل الحكومة ، أو المجتمع ، أو الإقتصاد ، أو التكنولوجيا ، و إطار هذا النظام العام ينطبق على أى نظام يشمل أنظمة فرعية ( مثل : الأقسام ، البرامج ، إلخ..) فى المؤسسة عموماً.
نظرية النظم تبدو أساسية بعض الشئ ، ومع هذا نرى أنه لعقود من الإدارة وتدريباتها وممارساتها لم يتم اتباع هذة النظرية ، فقط مؤخراً ومع التغيرات الهائلة التى تواجه المؤسسات و طرق التشغيل بها ، اضطرالدارسون و المديرون إلى النظر إلى الأشياء بهذة الطريقة الجديدة ، وهذة النظرة أحدثت تغيراً ملحوظاً ( أو تحولاً نموذجياً ) فى الطريقة التى تدرس بها الإدارة المؤسسة وتنظمها.
من أثار نظرية النظم فى الإدارة أن يقوم الكتاب و الدارسون و المستشارون إلخ ...بمساعدة المدراء على النظر إلى المؤسسة بنظرة أكثر توسعاً ، فنظرية النظم أدخلت رؤى جديدة للمدراء لتحليل الأنماط و المواقف فى محل العمل ، وبها أدرك المدراء الأجزاء المختلفة داخل المؤسسة و العلاقة التى تربط هذة الأجزاء ببعضها على وجه التحديد ، و من الأمثلة على ذلك تنسيق عمل الإدارة المركزية مع البرامج الخاصة بها ، أو الأعمال الهندسية مع التصنيع ، أو عمل المشرفين مع عمل العمال وهكذا... و هذا يُعد تطوراً كبيراً ، فلقد اعتاد المديرون فى الماضى على التركيز على جزء واحد فقط ثم الإنتقال بكامل تركيزهم على جزء أخر ، ولكن المشكلة كانت تكمن فى أن المؤسسة هكذا قد تكون تتمتع بإدارة مركزية رائعة فى حين أن الأقسام لا يتسق عملها مع بعضها البعض على الإطلاق.