النظريات التاريخية و المعاصرة فى الإدارة
كان من الأساسى خلال العقود القليلة الماضية أن يتم النظر إلى الإدارة بوصفها علم لا يتجزأ عن باقى العلوم ، فى عام 1959 أصدرتا كل من مؤسستى فورد و كارنيغى[1] تقريرين ينتقدا فيه مدارس الأعمال التى تفتقر إلى الأسس الأكاديمية فى الإدارة مما أثار موجة من التغييرات فى المناهج المتبعة وزيادة فى الأبحاث الأكاديمية المرتبطة بالإدارة والتى تعتمد على العلوم الإجتماعية وبخاصة العلوم الإقتصادية و النفسية و علم الإجتماع ، فالنموذج العلمى هيمن على إدارة الأعمال ،ونتيجة لذلك سيطرت النظريات والنماذج العلمية على فكر التنفيذيين فيما يتعلق بحل المشكلات الإدارية داخل الشركات .
وأصبحت نتائج الأبحاث هى الأساس فى الممارسات الإدارية ، و نرى أن المعايير التى تقود السلوك الإدارى هى معايير سيجما الستة ، و نماذج القيادة ، و نظريات التحفيز ، ودراسات سلوك المؤسسات ، وما يتصل بكل ذلك من مقاييس وضوابط.
وكنتيجة لذلك تصاعد عدد النماذج والنظريات الإدارية بشكل كبير ، وقدر المستطاع تقوم الشركات اليوم بقياس فيض البيانات وتقييمه بوسائل تحليل متقدمة تعتمد فى مجملها على الكمبيوتر ، والأن يتوفر لدى المدراء معلومات أكثر من ذى قبل فى أى فترة من التاريخ البشرى ،ولكن وحرصاً على الأمانة لم تكن النتائج مذهلة...
فصحيح شهدنا مزيداً من الشركات تحقق النجاح ،ولكننا مازلنا نرى شركات أخرى تفشل ، وموظفين لا يرقى مستوى أدائهم للمعايير المطلوبة ،ومديرين لا يمكنهم الوصول إلى نتائج يمكن للشركات الإعتماد عليها .


[1] مؤسسة كارنيغى Carnegie : مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي تسعى إلى تحقيق نتائج عمليّة. من خلال الأبحاث والمنشورات وعقد الاجتماعات، وأحياناً إنشاء مؤسّسات جديدة وشبكات دولية، يصوغ الباحثون في المؤسسة مقاربات جديدة حول السياسات. تشمل اهتماماتهم مختلف المناطق الجغرافيّة والعلاقات بين الحكومات والأعمال والمنظّمات الدولية والمجتمع الأهلي مع التركيز على القوى الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية التي تحرّك التغيير العالمي