هناك تصورات متباينة حول أهداف الحركات البيئية، بحيث يظن الكثيرون بأن المصالح التجارية تخالف ما يدعو إليه مناصرو البيئة غالباً. غير أن مارك تيرسيك يتحدث في كتابه (ثروة الطبيعة- Nature’s Fortune) عن مسار مختلف، إذ يبين فيه حدود التعاون بين رجال الأعمال وخبراء البيئة والحكومة، كما يركز حول ما يمكن أن يتعلمه مناصرو البيئة من أنشطة الشركات على اختلاف أنواعها. لكن في الوقت نفسه يمكن للرياديين أيضاً تحقيق فوائد مهمة من الأفكار التي يدعو إليها هؤلاء، لمساعدة أنفسهم على أن يكونوا قادة أعمال أفضل. ومن هذه الفوائد:
1. يمتاز مناصرو للبيئة بمراعاة شديدة للتوقيت وظروف الزمن الحالي، فهم يرفضون إقامة مشاريع التطوير إذا كانت ستجلب الأضرار حسب تقديرهم للظروف الآنية. وهذا التوجه في المقابل يمكن إدراجه ضمن استراتيجية عمل الريادي. فإذا لاحظ أن فرصة معينة لن تصلح في وقت معين فلا ينبغي له التردد في رفضها، لأن فرصة أفضل ستظهر له في المستقبل حين تصبح الظروف مهيأة بشكل أفضل.
2. مواصلة الضغط على الحكومة لفعل ما تراه صائباً. ولأن البيروقراطية من ألد أعداء الرياديين، فهم يتجاهلونها أو يحاولون السيطرة عليها من خلال التعاقد مع جماعات الضغط، التي تعد فعاليتها أمراً مشكوكاً فيه غالباً. وبدلاً من ذلك، على الريادي التحلي بالصبر الذي يميز مناصري البيئة الذين يتفاعلون مع البيروقراطية الحكومية، ويحققون أهدافهم بعد صبر طويل.
3. يمكن تحقيق النجاح عبر تغيير السلوك نفسه وليس عبر عملية التسويق فقط. ومثال ذلك: يميل مناصرو البيئة إلى أسلوب الإقناع بوجود فائدة مشتركة لكي يكسبوا قضاياهم ويحصلوا على ما يريدون في النهاية. وعلى الأساس نفسه، بوصفك ريادياً عليك خلق شعور بالثقة في نفوس عملائك، وتجعلهم يشعرون بأن مساهماتهم ستعود عليهم بالفائدة كأفراد.
4. لا بأس أن يكون الريادي متضارباً، بالرغم من أن إحدى السمات المميزة للرياديين أنهم يختارون مساراً للعمل ويتشبثون به؛ ففي بعض الأحيان من الذكاء عدم التقيد بمسار معين للعمل. وفي الواقع، فإن قادة الأعمال الكبار ثابتون في مسارهم إجمالاً، ويعرفون كيفية وضع قواعد خاصة بهم عند حاجتهم إليها. كما يتسم مناصرو البيئة الذين يشكلون ائتلافات مخصصة بهذه الصفة في كثير من الأحيان.
لذلك، على الرياديين عدم التشبث بصفة الثبات دائماً. فمثلاً، يمكن لـ(منظمة السلام الأخضر– Greenpeace) تشغيل حملة ضد ماكدونالدز، ثم بعد ذلك يمكنها التعاون مع سلسلة المطاعم نفسها في حملة أخرى.
5. تبني قضية أكبر من شركتك؛ إذ إن أذكى وأمهر الأشخاص يرغبون في العمل مع شركة ذات رسالة معينة، ولها هدف واتجاه واضحان. وهناك العديد من الأشخاص الذين يعملون في شركات كبيرة لها توجه ذكي وإيجابي تجاه قضايا البيئة، فتجعل موظفيها يقدمون حلولاً مبتكرة تسهم في تنمية الشركة من ناحية ودعم القضايا البيئية من ناحية أخرى.