تتقدَّم العولمة في هذا العصر بثبات وتنامي، وفي الوقت نفسه، يلعب وجود رواد الأعمال دورًا هامًا باعتبارهم أحد الوسائل المساعدة للباحثين عن عمل، وتطوير الابتكارات، وتوفير كافة الخدمات والمنتجات، مما يدفع عجلات الاقتصاد دفعًا إلى الأمام.


ولا تقتصر مهام رائد الأعمال على نفسه فقط، بل يلعب أيضًا دورًا في المصلحة العامة ليساعد الحكومة في مكافحة المشكلة الرئيسية في نظامها الاقتصادي، ألا وهي مشكلة: البطالة. هذا هو الدور الرئيسي والأساسي لكل رائد أعمال، وهو في غاية الأهمية في الاقتصاد. وربما يتساءل البعض: لماذا لا تزال هناك تفاوتات وفوارق اجتماعية حادة بين من يمتلك المال ومن هو محروم؟ بالتأكيد هناك مشكلة كبيرة في النظام الاقتصادي.


يتعرَّض النظام الاقتصادي الذي نمر به الآن إلى ركودٍ غير مُنضبطٍ من السنة إلى السنة. وتقريبًا أية حلول يتم تقديمها تجعل الاقتصاد على وشك الانهيار. وأسباب دمار النظام الاقتصادي ليست أكثر من النظام البنكي الربوي الذي يتحكم في السياسة النقديَّة، والجشع الاقتصادي للرأسماليَّة، وكذلك الاشتراكية، وتلاعب بعض الذين يستغلُّون الأزمات للاستفادة من جانبٍ واحد في ظلِّ تراجُع سوق الأسهم والاقتصاد.


توقعات ريادة الأعمال في 2015


توقعات ريادة الأعمال في 2015 في عام 2015، المتميز فقط في ساحة ريادة الأعمال هو من سيتمكّن من المكوث، وستنمو مشاريعه الصغيرة في مساحات عمل جديدة. أمّا من هو غير ذلك، سيعاني، ولا شك! يبدو أنَّ أحداث عام 2015 ستكون عصيبة على البعض دون الآخر، إما النمو في الأعمال وإما لا شيء …
وكما نعلم يقينًا، فإن النظام الاقتصادي الإسلامي تم تعيينه مِنْ قِبَلِ الله تعالى في القرآن الكريم، وكان تطبيقه العملي من خلال سُنَّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. لكن للأسف، تلاشى أثره الاجتماعي والأخلاقي منذ فترة طويلة بسبب النفس البشرية الأمَّارة بالسوء، التي تطمح دومًا لما يُفسد حال صاحبها. وفي هذا التوقيت تحديدًا، تُشكِّلُ هذه الظروف الحياتية تحدِّيًا لرواد الأعمال المسلمين لتطوير أنفسهم بطريقة مثالية، وموازنة ومتابعة أهدافهم للنجاح في الدنيا والآخرة، هذا هو التحدي الحقيقي، وهو ليس سهلًا بكل تأكيد. وإذا نظرنا بعمق في النظام الرأسمالي نجده انتشر في خصوصيات وعموميات الاقتصاد، وفي أعمال التجارة، والأعمال المصرفية، والمجالات الاقتصادية الأخرى. ومن الطبيعي أن نجد أنفسنا بين الرأسماليين الجشعين مُحبّي اكتناز المال وجمعه بأي وسيلة للحصول عليه، وبين الاشتراكيين الذين لا يحترمون حق الشخص في الملكية، ويقمع فيما بينهما رواد الأعمال وعامة الشعب.


على النقيض، نجد النظام الاقتصادي الإسلامي يحترم الطبيعة البشرية للغاية، ويحافظ على العدالة الاجتماعية، وتحقيق التوازن بين المصالح العامة والخاصة، ويقضي على كافة أشكال الخسارة وإعطاء الأولوية للأعمال النزيهة والمشروعة. عندما يصبح العمل عبادة بحقّ ويتم من خلاله الاستثمار للآخرة؛ تعود حينها الفائدة على جميع البشر. وبالتالي، فعلى رواد الأعمال المسلمين أن يراقبوا أعمالهم وإحكامها بأحكام الشريعة الإسلامية، وليس بقواعد اقتصادية ليبرالية.


ريادة الأعمال الإسلامية .. مبادئ وتوجيهات


رائد الأعمال المسلم هو المُنْقِذُ الحقيقي للاقتصاد العالمي، وذلك من خلال تطبيقه لأُسس ومبادئ ريادة الأعمال الإسلامية، التي هي نفسها مبادئ الشريعة الإسلامية. ومنها أن الأعمال التجارية الحلال مع الجهد والتفاني تستوجب البركة. وأن السعي لا يكون فقط وراء الربح المُغْري، ولكن مع الابتعاد أيضًا عن الأساليب غير المشروعة للربح. ومنها أننا نعمل دون إهمال دورنا الحقيقي في الحياة؛ فما خلقنا إلا لنعبد الله عز وجل. ومنها أن العمل والعبادة يجب أن يسيرا دومًا جنبًا إلى جنب، ليس بتنحية العبادة عن السعي، والعمل، والدراسة.


لا بُدّ من دمج الاقتصاد مع الشريعة الإسلامية – ريادة الأعمال الإسلامية -، المُستَمَدَّة من القرآن والسُّنَّة بالفهم السليم، والناتج هو ريادة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة مضبوطة بضوابط الشرع. الأعمال التجارية ليست مُجَرَّد حقلًا للرزق، بل يُمكن استخدامها في شتَّى مجالات الحياة، في مشاركة العمل الخيري، والدعوة، وغيرها. وكما نعلم، أن الإسلام في السابق انتشر مِنْ قِبَلِ التجَّار، وليس فقط مِنْ قِبَلِ العلماء الكبار. الباعة الذين ينفِّذُونَ مبادئ الاقتصاد الإسلامي في تداولهم يُمَكِّنَهُم من استخدام التجارة وسيلة رائعة للدعوة إلى نشر تعاليم الإسلام. أعمالنا التجارية سيُبارك الله تعالى لنا فيها إذا لم ننسَ حقوق الآخرين من خلال الصدقات، والزكاة، والإنفاق، والوقف. كل ذلك وغيره من الأعمال الصالحة تزيد البركة في المال والصحة والخير بشتَّى جوانبه.


ريادة الأعمال
لا تتماشى ريادة الأعمال الإسلامية مع مفهومي الجشع والبخل
يجب على رواد الأعمال المسلمين أن ينأوا بأنفسهم عن أخلاق الجشع، الذي هو من مظاهر كفر النعمة التي يتضرر بها صاحبها والآخرين من حوله في بيئته والمجتمع. يجب أن يبدأ الجميع بأن تخلص نوايا جهوده لله تعالى؛ لأن من خلالها ستتحوّل كافة أشكال وأنواع العمل إلى عبادة. وبالتالي فإن المعاملات التي تهدف فقط ابتغاء رضوان الله تعالى، مع نية صادقة لابتغاء وجهه سبحانه هي مفتاح نجاح كافة المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة والممارسات التجارية بشكل عام. ليس ذلك فحسب، بل على رائد الأعمال المسلم أن يضع أخلاقيات ريادة الأعمال الإسلامية في حيِّز التنفيذ من خلال مداولاته، وكسب تعاطف الآخرين، والوفاء الدائم بالحقوق، سواء في دفع الأجور أو مع زملائه في المنشأة، وبالطبع فوق كل ذلك إيثار حقوق الله عز وجل وعدم التسويف، مما يساعد في تحقيق التوازن في الاقتصاد.


الشيء الأكثر أهمية التي يجب على رائد الأعمال المسلم تجنبه في أي شكل من الأشكال هو الربا والمُعاملات غير الشرعية. عملية الربا وكافة الأعمال القذرة التي تولّد أموالًا غير مشروعة تُغضب الله تعالى وبمثابة الحرب معه سبحانه. على رواد الأعمال المسلمين الامتثال أيضًا لأحكام المعاملات وتعلمها، والتعامل مع الآخرين بسخاء، والردّ على الإساءة بالخير. يجب على رائد الأعمال المسلم أن يوالي أخيه المسلم أينما كنَّا في عالم الأعمال. ولا أتحدث بشأن الآخرين، وإنما عن رياده الفردٍ منا بنفسه، وأن يملك الثقة ويمنحها لأخيه المسلم وقت احتياجه إليها.


ريادة الأعمال
من توجيهات ريادة الأعمال الإسلامية الابتعاد تمامًا عن الربا والمعاملات غير الشرعية
وليس رائد الأعمال المسلم فقط من يتعرض للكثير من الأمور التي تعرقله، أو يواجه مشكلة في إدارة العقبات – وهي تلك العوائق التي في مضمونها خبرة تجعل منا رواد أعمال حقيقيين – بل عامة الناس. لكن يتميز رائد الأعمال المسلم أن هذه الحواجز لا تشكّل فارقًا لديه؛ لأنه على دراية بأنها تكمن في مراوغة النفس البشرية للهروب من المسؤولية، ربما تجد البعض منها يعبث قليلًا في وقته، متكاسلًا في أداء عباداته، ربما يَبْخَل قليلًا، أو يُسرف قليلًا، لكنه – وبعد كل تلك – يُثابر ويستغفر ويسترجع ويعود إلى الفطرة القويمة؛ لتبقَ هذه العوارض مجرّد رياح تمر بنا فترة وجيزة، ثم تمضي إلى حيثما شاء الله تعالى لها أن تكون.


النجاح والفشل: وجهان لعُملةٍ واحدة


النجاح والفشل: وجهان لعُملةٍ واحدة أهمية الفشل! النجاح معلوم لدى الجميع، لكن ربما سألتم أنفسكم مِنْ قبل بماذا يتميز الفشل. الفشل معناه … حسنًا … معناه أنكم فشلتم، ولم تُحقِّقُوا النتائج المرجُوّة وأن الأمور لم تمضِ على النحو الذي كنتم تأملونه. ما الميزة في ذلك؟ الميزة هي أنك تعرَّفت على إحدى الطرق التي …
الأزمة الاقتصادية هي مشكلة شائعة ومتكررة وستظلّ كذلك إلى أن تعمل الدول التي تعاني من الأزمة على تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي كما نصّ به الشرع، ومهما كان السير في هذا السبيل ببطء، إلا إننا يجب أن نشارك كشباب رواد أعمال مسلمين والعمل على حلّها؛ لأن هذه الأزمة ما أتت إلا بسبب الإنسان. وأصبح هناك منّ البشر من هو عبد للمال والهوى، لنجد أن بعضهم يكتئب لنفس السبب، ويشعر بالضغط الشديد في أمور حياته، وبالتالي يقم بالانتحار حيًّا أو ميِّتًا! إذا تعاملنا في هذه الدنيا على أننا نعمل لدى آخرتنا، نحقق ما ارتضاه لنا رب العباد للعباد قدر استطاعتنا، بالمُثابرة وحسن الخُلُق والتسامح والذكاء والنشاط والحب والابتكار، وأن ندرك أن كل النجاح أو الفشل ما هو إلا فضل أو ابتلاء من الله تعالى؛ سنستعيد من خلال ذلك قوتنا الاقتصادية الحقيقية، التي طالما سعى الآخرون المخرّبون في إبطالها.


كيف تشقّ طريقك في “ريادة الأعمال الإسلامية”؟


ريادة الأعمال
نصائح هامة للبدء في دخول عالم ريادة الأعمال الإسلامية
لتبدأ عملك التجاري كرائد أعمال مسلم: ابحث عن هدفٍ نبيل من خلال مشروعك، واستعد له ذهنيًّا وجسديًّا لإيجاد الدافع والعزم لأجله، ثم توكَّل على الله، ثم اصنع الخير – أي عمل صالح وإن كان بسيطًا “حتى لو مجرد ابتسامة في وجه الآخرين” -، تجنَّب المعاصي والكبائر والفجور، وإن زلّت قدماك فيها عُدْ إليه سبحانه عودة الفار من الهلاك والجحيم، وتجنَّب الطبيعة المتشائمة بداخل، وعزز التفاؤل في قلبك.


رائد أعمال مسلم [1] | أدعية للتخلُّصِ من الكسل


رائد أعمال مسلم | أدعية للتخلُّصِ من الكسل لماذا لا تستيقظ لصلاة الصبح؟ نعلم أن كل مسلم عليه واجب الاستيقاظ في الفجر/الصبح؛ لوجود صلاة فرض عين علينا الوفاء بها في ذلك الوقت. سأجيبك على السؤال: لأن الشيطان يهمس في أذنَيْك.. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم …
ابتعد عن الأحلام والآمال التي تغرزك مكانك كرأس النعامة، بل على رواد الأعمال المسلمين أن يفكّروا بأسلوبٍ عملي، ليس من الضروري أن يكون دقيقًا ومعقدًا للغاية مما قد يعود أثره بالخوف والتراجع، وإنما ضع الخطط والأهداف بصورٍ منتظمة ومنهجيَّة. العمليُّون هم الأقرب إلى النجاح، تعرف لماذا؟ لأنهم قادرون على تبسيط المشكلة مهما كان حجمها، لذلك لا داعي للقلق بشأن المخاطر التي تواجهها. استخدم الفُرَص المُتاحة بطرق رائدة ومُبتكرة، حتى وإن لم تتوافق مع مجالات الخبرة التي تمتلكها. اختر أعمالًا يمكنك السيطرة عليها سريعًا من خلال خلفيتك التعليمية، وهواياتك، وخبراتك الحياتيَّة، أو اختر سوقًا تدعمك فيه العائلة والأصدقاء. كما أنك بحاجة أيضًا إلى التفريق بين الأفكار القابلة للتنفيذ – التي ستصبح منتجات/خدمات فيما بعد – وبين الأفكار الوهمية أو الصعبة أو الفاشلة، والتمييز فيما بينهما من خلال قراءة سوق التداول – الدول، المدن، سبل الشراء،…الخ -. يُفضَّل أن تبحث عن شريك نجاح ثقة يستوفي شروط الأمانة، حدد هدفك، وركّز عليه، وعززه بالعمل الجماعي سواء مع شريكك، أو من خلال علاقاتك، أو زملاءك.


القيادة في ريادة الأعمال الإسلامية


نجاح الدنيا والآخرة


نجاح الدنيا والآخرة كالعادة، نرغب دومًا أن نُشارك بما يدور حول مفهوم ريادة الأعمال في الدنيا والآخرة. وفي نهاية هذا المقال، سنؤكد لكم أن اعتبار الآخرة هدفًا أساسيًّا على قدر المُستطَاع؛ فإنه – ولابُدّ – أن يتم نجاح الدنيا إن شاء الله. هذا هو، بدلًا من السعي وراء رغبات دنيويَّة قصيرة الأجل، …
يلزمك أيضًا في عالم ريادة الأعمال الإسلامية أن تكون قائدًا جيِّدًا تصلح كقدوة. وعند الشروع في البدء، احذف من ذهنك فكرة أنه لا بُدّ من رأس مال مادي لتبدأ مشروعك، ابدأ بالقليل المتاح ولا تنتظر معونة الآخرين، وتذكر رأس مالك الأكثر قيمة على الإطلاق، وهو عقلك الذي وهبك الله تعالى إياه. حتى إذا فشلت؛ فاعلم أن فشلك ما هو إلا نجاحًا مؤجَّلا. لا شيء ينجح نجاحًا فوريًا، والكثير من رواد الأعمال تعرضوا لسلسلة متتابعة من الإخفاقات والفشل قبل أن يلقوا نجاحهم في نهاية الأمر. واعلم أنك لن تكون فاشلًا إلا عندما تعلن ذلك أمام نفسك وأمام الآخرين، لكن إذا كنا لا نزال نسعى إلى تحقيق النجاح؛ فإن كلمة “فشل” ليست في قاموس ريادة الأعمال الإسلامية.


التزامك كرائد أعمال بالقرآن والسُّنَّة بالفهم الصحيح؛ يجعل منك أهم حلًّا لعلاج الأزمة الاقتصادية التي أصابت العالم، مما يستدعي ولادة نظام اقتصادي إسلامي، ليمنع أمة الإسلام من التعرض للفوضى الاقتصادية الكبرى المقبلة. وأنهي كلامي بأنك – يا رائد الأعمال المسلم – إن جسَّدت النظام الاقتصادي المتوافق مع الشريعة الإسلامية في معاملاتك ومشاريعك وأخلاقك وأهدافك، وأنت مُحبًّا لوطنك وبلدك؛ تأكد أن السوق الاقتصادي الإسلامي العالمي من خلال انتشار مفهوم ريادة الأعمال الإسلامية قادم لا محالة، إن شاء الله تعالى.

المصدر:
ريادة الأعمال الإسلامية .Vs النظام الاقتصادي الرأسمالي - ريادة