حين تكون خائفا من شيء ما! فانك بالضرورة تعلم بوعيك انك خائف! لكن الشيء الذي ربما يغيب عن وعيك هو: أن هذه المخاوف بالرغم من واقعيتها وكونها أمرا مشاهدا لا تعبر عن حقيقتك انت! ونهاية الامر انها استجابة مباشرة لمجموعة من الافكار والصور والانساق التي التفت على عقلك وشكلت هذا الاطار الذي يحيط بك ونتج عنه شيء اسمه الخوف ..

الخوف يا أخوتي ليس شيئا محددا وليس شخصا نخاف منه وليس مديرا متسلطا وليس جمهورا نهاب مواجهته! بل هو استجابة تلقائية لما نضعه ونجعله نحن كذلك.. فليس المدير المتسلط ولا المسؤول المهيب هو من يخيفك! بل اعتقادك الراسخ انه على هذا النحو جعلك تستجيب مباشرة لهذه التوليفة العقلية !

يا عزيزي.. ان ظهور ومضة من شعاع الشمس بعد ظلمة الليل كفيل بأن يبدد الظلمة, وكذلك أبسط توليفة من الادراكات الجديدة حولك وحول الاشخاص والناس والمواقف والرؤى المضيئة سوف تجذبك وتخلصك من الانماط الاولى

تقدم أثناء الخوف.. واجه كل موقف صعب.. فالعلماء يؤكدون ان كل موقف وان كان له صلة بالماضي لكنه لحظة فريدة جديدة مستقلة تقدر من خلالها على البداية لتسطير نسق جديد رائع .. وحين يحيط بك الخوف .. قل / وماذا بعد..؟ هل ستعيش حياتك هكذا وانت تعلم ان خلاصك من قيودك ربما يحتاج منك الى ألم أقل بمئات المرات من لحظات الألم التي تتقلب فيها منذ أعوام؟ راقب صورتك وانت في خضم مواقف الخوف.. ستجد انك تستجيب لفكرة أنت من أسسها لا احد غيرك.. إذن قم بتأسيس فكرة جديدة عن المواقف والاحداث فقدرتك على تصديق فكرة سابقة يدل على امكانية تصديق لاحقة


ان السعادة والامان والراحة لا يمكن ان تصنع او يرحل اليها او تشد لها الرحال ان السعادة والامان تماما الهواء الذي تتنفسه هو بين جنبيك لكنك لا تراه أتعلم لماذا؟ لانك اعتدت يا عزيزي على تفسير السعادة بانها الشعور الجميل بعد ألم كبير! ومن قال بان الشعور الجميل هو عنوان السعادة فالشعور ينتهي ويعقبه آخر فليست السعادة مرهونة بسبب فحسب بل هي خلو القلب من المنغصات وسلامة النفس من الضغوط والتوتر الذي يدمرها وعيشها بلا خوف او قلق السعادة تأتي كتعبير آخر عن السكينة والطمأنينة بحيث ترى نفسك سعيدا بوجود شيء او بعدمه.. ان تكون بخير ( أكثر الوقت..)

اذا شعرت بالتوتر والارتباك فمعنى هذا انك تعاني من شيء اسمه ( الهوية الخاطئة) ان اعتقادك الداخلي بأن ذاتك وشخصيتك مرتبطة بطريقة ما بالاحداث التي تقع في حياتك او بالاشخاص الذين ترى فيهم تأثيرا عليك هذا الامر يجعلك تعيش قلقا وخوفا من الشيء الذي تقابله لان ما ستقابله هو من سيحدد الفعل الذي تتحرك نحوه او الهدف الذي تسير اليه واذا كانت الاحداث والاشخاص هي من سيقرر مصيرك وشخصيتك اذا فهم مصدر هويتك وبالتالي لم تتناغم مع حقيقة ذاتك وتعرف الشيء الذي يلائهما حتى تصل للسكينة والسلام الداخلي..

تذكر / قد تقع الاحداث لك ولكنك لست الحدث ذاته كما ان السحاب ليست هي السماء هي جزء منها والاحداث جزء منك لا انت تماما

والله الموفق

الموضوع لا ينسب إلي وإنما إلى

محمد الدريهم